نظرة مختلفة للشيوعية: حديث مع الخبير الاقتصادي الياباني سايتو كوهي
حقق سايتو كوهي رواجًا كبيرًا في اليابان منذ النجاح المفاجئ لكتابه المستوحى من الفكر الماركسي (هيتو شينسى نو شيهونرون)، والذي صدر بالإنكليزية بعنوان (Marx in the Anthropocene) (الماركسية في عصر الأنثروبوسين). في هذه المقالة يخبرنا سايتو بصراحة ويدافع عن رؤيته لمجتمع ما بعد النمو وما بعد الرأسمالية ويستكشف الخطوات العملية نحو هذا الهدف الطموح.
أستاذ مساعد بكلية الدراسات العليا للفنون والعلوم بجامعة طوكيو. ولد عام 1987. حاصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة هومبولت في برلين مع التركيز على الفكر الاقتصادي والاجتماعي. فاز كتابه لعام 2017 الذي حمل عنوان ”الاشتراكية البيئية لماركس: رأس المال والطبيعة والنقد غير المكتمل للاقتصاد السياسي“ بجائزة دويتشر التذكارية لعام 2018 وتُرجم إلى تسع لغات. وقد فاز كتابه الأكثر مبيعًا في اليابان لعام 2020 (هيتو شينسى نو شيهونرون) (الرأسمالية في عصر الأنثروبوسين) بجائزة آسيا للكتاب. ومن ضمن مؤلفاته الأخرى: (فهم الرأسمالية من الصفر)، ومذكراته التي حملت عنوان: (جرحت نفسي في سيارة أوبر، وصارعت الغزلان في الجبال، وبكيت في مدينة ميناماتا).
في كتابه لعام 2020 (هيتو شينسى نو شيهونرون) (نُشر في عام 2023 باللغة الإنكليزية بعنوان: الماركسية في عصر الأنثروبوسين)، يبحث سايتو كوهي ويلات عدم المساواة الاقتصادية وأزمة المناخ، ويحدد الرأسمالية باعتبارها المشكلة الأساسية، ويقدم رؤيته لنظم ما بعد الرأسمالية، وما بعد النمو. ويشير مصطلح الأنثروبوسين، وهو مصطلح جيولوجي، إلى الفترة في تاريخ الأرض التي كان فيها النشاط البشري ذو تأثير مهيمن على البيئة. وقد حقق الكتاب رواجًا كبيرًا بمبيعات وصلت إلى 500,000 نسخة باللغة اليابانية، الأمر الذي وضع العَالم الشاب في دائرة الأضواء الإعلامية في اليابان و حاليًا في الخارج أيضًا. ولكن هل يمكن للأفكار المتجذرة في الماركسية أن تضع المجتمع البشري على طريق الاستدامة حقًا؟
الماركسية والجائحة
على الرغم من أن تخصص سايتو هو الدراسات الماركسية، إلا أن عمله يرتكز على العالم الواقعي بالإضافة إلى النظريات الأكاديمية. ومن منطلق اقتناعه بأهمية التعلم من الظروف ”على أرض الواقع“، أمضى عامين خلال جائحة فيروس كورونا مسافرًا في جميع أنحاء اليابان، ومنغمسًا في مجالات مختلفة من الأعمال، من العمل كسائق أوبر إلى ذبح لحوم الغزلان. تجارب تم سردها بوضوح في مذكراته لعام 2022 التي حملت عنوان (جرحت نفسي في أوبر، وصارعت الغزلان في الجبال، وبكيت في مدينة ميناماتا).
وبعد نجاح كتابه (الماركسية في عصر الأنثروبوسين)، باع كتابه (زيرو كارا نو شيهونرون) (فهم رأس المال من الصفر)، الذي نُشر في يناير/ كانون الثاني من العام الحالي، أكثر من 150,000 نسخة في ثلاثة أسابيع فقط، وهو إنجاز رائع في ظل ركود الأسواق الحالي. ولكن كيف تمكن باحث يكتب من منظور ماركسي من تحقيق أكثر الكتب مبيعًا على التوالي؟
لقد كانت جائحة فيروس كورونا عاملاً مساهماً، من وجهة نظر سايتو. حيث يقول: ”لقد أصبحت الضغوط التي تراكمت في مجتمعنا واضحة للغاية خلال الوباء“. وتم إلقاء اللوم بشكل كبير على التدمير البيئي وتجارة الحياة البرية في انتشار الفيروس الأولي. ومع تفشي الوباء، رأى الناس مدى سوء معاملة المجتمع لعماله الأساسيين، مما أجبرهم على البقاء في العمل على الرغم من خطر الإصابة. وانخفضت مداخيل 99٪ من سكان العالم أثناء الوباء، ومع ذلك ازداد ثراء الأغنياء. واليوم، يمتلك 1٪ ممن هم في القمة 38٪ من أصول العالم.
ويسرد سايتو قائلا: ”يشعر الناس بالقلق بشأن المستقبل وهم يواجهون التحدي المتمثل في تلبية احتياجاتهم وسط تزايد عدم الاستقرار الوظيفي. لقد بدأوا في التساؤل عما إذا كان هناك خطأ جوهري في الطريقة التي يسير بها مجتمعنا، وأعتقد أن كتابي، الذي يدعو إلى وضع حد للنمو الاقتصادي، كان له صدى من خلال تحديد الرأسمالية على أنها المشكلة الأساسية والكشف للناس عن مصدر قلقهم“.
نحو فهم جديد للماركسية
كطالب في جامعة ويسليان في ولاية كونيتيكت، ذُهل سايتو بالهُوة القائمة بين الأغنياء والفقراء في بلد يعتبر من أكثر الدول ثراءً في العالم. لقد أغضبه رؤية معاناة الشرائح المجتمعية الأكثر ضعفا في أعقاب انهيار وول ستريت عام 2008. وفي عام 2009، التحق بكلية الدراسات العليا في ألمانيا وكرس نفسه لدراسة كارل ماركس.
وخلال دراسته العليا، صادف سايتو دفاتر ملاحظات غير منشورة من سنوات ماركس الأخيرة، والتي ينتقد فيها الرأسمالية من وجهة نظر بيئية. وقد نُشرت أطروحة سايتو حول هذا الموضوع في عام 2017 باسم الاشتراكية البيئية لكارل ماركس: رأس المال والطبيعة والنقد غير المكتمل للاقتصاد السياسي، والتي فازت بجائزة دويتشر التذكارية لعام 2018. وفي سن الحادية والثلاثين، أصبح سايتو أصغر شخص على الإطلاق يحصل على جائزة — وسام التكريم الدولي الأعلى للكتابات في أو عن التقليد الماركسي — وكذلك أول ياباني يحصل عليها. وتمت الاستعانة به أيضًا للمساعدة في تحرير دفاتر ماركس من خلال مشروع (ميغا، ماركس-اِنغلز-غيزامات أوسغابيه)، وهو مشروع دولي مستمر لنشر الأعمال الكاملة لكارل ماركس وفريدريك إنغلز في إصدار نقدي مُحدَّث.
وليس من المستغرب أن تثير دعوة سايتو لـ ” تقليص النمو الشيوعي “ انتقادات جمة. فكثير من المنتقدين يرفضون ببساطة الماركسية باعتبارها نظرية مُفلسة فقدت مصداقيتها بسبب إخفاقات الاتحاد السوفيتي والصين تحت حكم ماو تسي تونغ.
ويعارض سايتو بقوله بأن من الخطأ الجسيم مساواة الشيوعية السوفيتية والصينية برؤية ماركس. ويصر على أن ”تلك الأنظمة لم تكن أمثلة على الاشتراكية بقدر ما كانت أمثلة على الرأسمالية البيروقراطية التي تسيطر عليها الدولة. حيث يعتقد الكثير من الناس بأنهم إذا لم يريدوا الاشتراكية، فإن الخيار الوحيد هو الرأسمالية.“
ويقول سايتو إن الرؤية التي تبناها ماركس في سنواته الأخيرة كانت رؤية مجتمع شيوعي يتطور من خلال التوسع التصاعدي لـ ”المشاعات“ (السلع العامة) وجمعيات المساعدات المتبادلة للعمال. ويؤكد سايتو أن هذا المثال - الذي يسميه ”تقليص النمو الشيوعي“ - هو الهدف النهائي للماركسية.
الناتج المحلي الإجمالي ليس مقياسًا للرفاهية
يشرح سايتو أن الرأسمالية تصر على النمو الاقتصادي المستمر، ولا يمكن للبشرية أن تحل أزمة المناخ أبدًا بينما تواصل السعي لتحقيق النمو. وهو يرفض عمل مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ - بما في ذلك التعهدات الأخيرة بتحقيق حياد الكربون بحلول عام 2050 - باعتباره ”التمويه الأخضر“. (تضليل المستهلكين حول الممارسات البيئية للشركات)
”في مؤتمر الأطراف (COP27) الذي عُقد في نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي، لم يكن هناك أي تقدم على الإطلاق بشأن الجدول الزمني للتخلص التدريجي من الوقود الأحفوري. ولم يعد هناك أي أمل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية 1,5 درجة مئوية، والتي بدورها ستجعل الاحتباس الحرارى له تأثير وخيم على المجتمع البشري. لذلك علينا فقط أن نستسلم للفيضانات المتكررة، وموجات الحرارة القاتلة، والأحوال الجوية القاسية الأخرى من النوع الذي كان يحدث مرة واحدة فقط كل بضعة عقود. ويمكننا القول إن البيئة العالمية على شفا كارثة محققة“.
لقد قادت الرأسمالية التوسع العالمي للصناعة، مما أدى إلى تسريع التدهور البيئي بشكل كبير. وقامت الشركات متعددة الجنسيات بنهب موارد البلدان المتقدمة مع الاستفادة من العمالة الرخيصة. وبينما أفادت العولمة المستهلكين في العالم المتقدم، فإن ”دول النصف الجنوبي من الكرة الأرضية“ لا يزال غارقًا في الفقر. فوفقًا لمنظمة أوكسفام الدولية، فإن أغنى 10٪ من سكان العالم يمثلون أكثر من نصف الانبعاثات المضافة إلى الغلاف الجوي بين عامي 1990 و 2015، بينما يمثل النصف الأفقر من البشر أقل من 10٪.
”فالأغنياء يطيرون في طائرات خاصة، ويمتلكون أعداد من المنازل الفخمة، بل ويذهبون في رحلات إلى الفضاء الخارجي. أقل ما يمكنهم فعله هو استثمار بعض ثرواتهم في صحة كوكبنا. ويجب أن نفرض ضرائب باهظة على فاحشي الثراء وإعادة توزيع تلك الثروة مع التركيز على عمالنا الأساسيين“.
وإن اعتماد الرأسمالية على النمو أمر يغذي الإنتاج والاستهلاك المتزايدين باستمرار، واللذين يسببان بدورهما مثل هذا الخراب البيئي. ويقول سايتو إن استخدام الناتج المحلي الإجمالي كمقياس لنجاح الاقتصاد يلخص هذا التركيز الخاطئ.
”فنحن منشغلون بترتيب الناتج المحلي الإجمالي والنمو، لكن الناتج المحلي الإجمالي هو مقياس ضعيف لرفاهية الأمة وسعادتها. وهنا في اليابان، لدينا طعام لذيذ، وأطول معمرين في العالم، وشوارع آمنة، ووسائل نقل عامة ممتازة، ناهيك عن عوامل الجذب الكبيرة في ثقافتنا وفننا. ولكن لا تنعكس هذه الأصول في الناتج المحلي الإجمالي. وعليه فإن اعتماد مؤشرات القيمة غير المرتبطة بالناتج المحلي الإجمالي أمر سيكون خطوة إيجابية في حد ذاتها نحو تقليص النمو “
توسيع نطاق المفاهيم المشتركة
يقول سايتو إن مفتاح التغلب على أزمة المناخ والحد من عدم المساواة الاقتصادية هو توسيع ”المفاهيم المشتركة“. وهو يدفع بقوله بأن رأس المال قد احتكر الموارد والثروة التي يجب أن تكون من نصيب الناس: ”أعتقد أن البنية التحتية الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والإسكان وإمدادات المياه والطاقة الكهربائية يجب أن تتحرر من آلية السوق ومنطق المضاربة والاستثمار وأن تكون ملكا مشتركا للشعب“.
ويشير إلى التطورات المشجعة في المدن الأوروبية مثل باريس وبرشلونة. ففي عام 2010، تولت شركة مياه باريس المملوكة للقطاع العام إدارة المياه وإمدادها من شركتين خاصتين، مما ألهم مدنًا أخرى لاتخاذ إجراءات مماثلة. وفي الوقت نفسه، تعمل برشلونة على إزالة الكربون من خلال تعزيز النقل العام مع فرض قيودٍ صارمة على المركبات الخاصة وإضافة المزيد من المساحات الخضراء الحضرية. وهو يرى في مثل هذه المبادرات نماذج تطلعية لتوسيع المشاعات.
ومن خلال العمل محليًا، انضم سايتو مؤخرًا إلى حوالي 30 ناشطًا آخر لتأسيس (مؤسسة الغابة المشتركة). حيث اشترت المجموعة 3,5 هكتار من الأراضي بالقرب من جبل تاكاؤ في أقصى غرب طوكيو، وهي جزء من نظام بيئي قيّم مهدد بمشاريع بالتنمية والإفراط في الاستخدام. وهناك يخططون لبدء تجربة لاختبار مفهوم المشاعات. حيث سيركز المشروع على ترميم الغابة وحمايتها كسلعة عامة، وإنقاذ الأرض من الإفراط في الاستخدام والإهمال الذي يصيب غالبًا الغابات التي ليس لها إمكانات تجارية. وتخطط المؤسسة أيضًا لعقد فعاليات عامة مثل الجولات وورش العمل في الطبيعة المصحوبة بمرشدين متخصصين في البحث عن المأكولات البرية. والهدف من وراء ذلك توسيع نطاق المشاركة تدريجياً وشراء المزيد من الأراضي.
الحراك المجتمعي
زعمت عالمة السياسة بجامعة هارفارد، إيريكا تشينويث، أن أي حركة سلمية تتمكن من حشد 3,5٪ من السكان لديها فرصة ممتازة لإحداث تغيير اجتماعي أو سياسي كبير. فهل تمتلك رؤية سايتو لتقليص النمو الشيوعي هذا النوع من الإمكانات؟ وما مقدار المكاسب التي حققتها حتى الآن؟
يقول سايتو: ”حدسي يخبرني بأن الحشد بنحو 2 في المائة يمكنه صنع ذلك، لكني لا أرى أي مؤشرات على صعود أي حراك اجتماعي بعد“.
في الغرب، انضم جيل الألفية المتحمس وأعضاء الجيل زد، بقيادة نشطاء مثل غريتا ثونبرج، إلى الإضرابات المدرسية وغيرها من الاحتجاجات ضد استجابة الأجيال الأكبر سنًا الضعيفة لتغير المناخ. لكن في اليابان، لا توجد علامات تذكر على التمرد على الوضع الراهن، حتى مع رواج نصف مليون نسخة من كتاب (الماركسية في عصر الأنثروبوسين).
”في اليابان ، لا يزال الإحساس بالحاجة الملحة للتغيير ضعيفًا للغاية لتغذية حركة جماهيرية. حتى بين دعاة حماية البيئة، فإن الرأي السائد هو أنه يمكننا تقليل انبعاثات الكربون داخل النظام الحالي من خلال استخدام الطاقة المتجددة والابتكار التكنولوجي، مع خلق فرص العمل والحفاظ على النمو. فهم لا يواجهون حقيقة الإنتاج والاستهلاك المفرط. وكنت أعتقد أنه كان من الممكن العمل معهم للضغط على الحكومة من أجل تشديد اللوائح البيئية على صناعات الأثرياء والوجبات والأزياء السريعة. لكنني شعرت أكثر فأكثر في السنوات الأخيرة أن الفجوة لا يمكن سدُها“.
ومع ذلك، لدى سايتو أمل في الحراك الشعبي في اليابان. حيث يقول: ”بخطوات صغيرة، نعمل على بناء حراك اجتماعي من أجل مجتمع متساوٍ وصديق للبيئة ومزدهر“.
الأهمية الماركسية اليوم
مع الأزمة البيئية والحرب في أوكرانيا التي تثير التساؤلات حول مستقبل البشرية، يدرك سايتو جيدًا أنه لا توجد إجابات سهلة.
ويقول: ”مع تفاقم الأزمة، يميل الكثير من الناس إلى تبني القيم المحافظة، حريصين على حماية مخصصاتهم. ومن المؤكد أن إطلاق حراك جماهيري مكرس لرؤية جديدة للشيوعية ليس بالأمر السهل في هذا المناخ. وعلاوة على ذلك، لا يمكن لمبادرات شاملة أن تذهب بعيدًا في معالجة أزمة بهذا الحجم. وفي الواقع، هناك خطر متزايد من أن الناس سوف يتحولون إلى الحكم الاستبدادي. ولكن في مثل هذه الأوقات، هناك حاجة أكثر إلى التفكير السليم من الناحية النظرية في الطريق نحو تغيير المؤسسات القوية كالدولة والأسواق.
”إنها قضية معقدة. لكن هناك شيء واحد يمكننا قوله على وجه اليقين وهو أن الرأسمالية وصلت إلى طريق مسدود. ولهذا السبب يتعين علينا أن نكون أكثر إبداعًا في رؤيتنا لحراك ومجتمع يمكنه الحفاظ على الديمقراطية وحماية رفاهية المستضعفين اجتماعيًا“.
ويعتقد سايتو أن هناك حاجة إلى إعادة تقييم ماركس لإقناع المزيد من الناس بأن الرأسمالية هي السبب الجذري لشعورهم بالضغط الاقتصادي والتهميش والصراعات الحياتية. وهذا هو السبب في أنه يواصل الدعوة إلى ”تقليص النمو الشيوعي“.
”والسؤال الآن هو كيف يجب أن نقوم بتغيير النظام الحالي؟ بمجرد أن نصل إلى النقطة التي يطرح فيها الجميع هذا السؤال، فيمكن القول حينها أن هناك انفراجه. واعتقد أننا في مفترق طرق، وما سنفعله في العشر أو العشرين سنة القادمة سيحدد مصير البشرية“.
(النص الأصلي نُشر باللغة اليابانية في 28 فبراير/ شباط 2023، والترجمة من اللغة الإنكليزية. كل الصور بعدسة: هاناي توموكو)
0 تعليقات