واشنطن - ناشدت منظمات من المجتمع المدني شركة "غوغل" بضرورة اتخاذ إجراءات صارمة وحازمة ضد المحتويات التي تتضمن معلومات مناخية مضللة، ودعتها لتشديد سياساتها بما يضمن تعطيل إمكان تحقيق إيرادات مالية من خلال هذه المحتويات. تأتي هذه الدعوة في وقت حرج، حيث تزداد المخاوف من تأثير المعلومات الخاطئة على التغير المناخي، خصوصاً بعد سلسلة من الأعاصير الكبرى التي ضربت الولايات المتحدة، ما أثار جدلاً واسعاً حول دور المعلومات المضللة في إعاقة جهود الإغاثة والتخفيف من حدة الكوارث الطبيعية.
سياق المطالبات والرسالة المفتوحة
وجهت منظمات المجتمع المدني رسالة مفتوحة إلى الرئيس التنفيذي لشركة غوغل، سوندار بيتشاي، ووقع عليها آلاف الناشطين والمدافعين عن البيئة. وتأتي هذه الرسالة قبل أسابيع قليلة من انعقاد قمة المناخ "كوب29" التابعة للأمم المتحدة، والتي ستقام في أذربيجان في 11 نوفمبر المقبل. ومن المتوقع أن تكون هذه القمة منصة رئيسية لمناقشة سياسات التكيف مع التغير المناخي وتعزيز المساعدات المالية للدول النامية.
تاريخ الإجراءات السابقة لشركة غوغل
في عام 2021، أعلنت غوغل عن سياسة واضحة تهدف إلى منع المحتوى الذي ينكر التغير المناخي من الاستفادة من الإعلانات لتحقيق الأرباح. شملت هذه السياسة منصات الشركة المختلفة، بما في ذلك "يوتيوب"، وذلك للحد من قدرة مروجي المعلومات المضللة على تحقيق الدخل من منصات غوغل الواسعة الانتشار.
التحديات المستمرة في تطبيق السياسات
رغم إعلان غوغل عن تلك السياسات، تُظهر البيانات والتحقيقات المستقلة استمرار الإعلانات إلى جانب المحتويات التي تتضمن معلومات مضللة عن المناخ. وأشارت الرسالة إلى أن بعض المؤسسات مثل "معهد هارتلاند"، المعروف بتشكيكه في قضايا التغير المناخي، لا تزال قادرة على تحقيق دخل من خلال نشر معلومات مضللة على منصات غوغل. كما أظهرت تقارير أخرى أن مواقع محافظة مثل "ذي إيبوك تايمز" حققت إيرادات كبيرة وصلت إلى 1.5 مليون دولار خلال العام الماضي بسبب الإعلانات على محتويات مثيرة للجدل.
مطالبات بتشديد الرقابة وتوسيع نطاق السياسات
حثت المنظمات غوغل على فرض عقوبات مالية أشد على الجهات التي تتورط في نشر معلومات مضللة عن المناخ، داعية إلى توسيع نطاق السياسة الحالية لتشمل جميع المنصات التابعة للشركة. وذكرت الرسالة بشكل خاص "معهد هارتلاند"، ودعت إلى تعطيل إمكان الاستفادة المالية منه بشكل دائم. كما سلطت الضوء على دور "يوتيوب" في السماح لمحتويات مشككة في التغير المناخي بتحقيق أرباح، مشيرة إلى أن بعض هذه المحتويات تتبع مؤثرين مرتبطين بحملات تمويل مشبوهة.
التأثيرات الفعلية للمعلومات المضللة على الجهود البيئية
تأتي هذه المطالبات في وقت يتزايد فيه الجدل حول تأثير المعلومات المضللة على الجهود البيئية والإغاثية، خاصةً بعد الأعاصير المدمرة التي شهدتها الولايات المتحدة مؤخرًا. أشار خبراء البيئة إلى أن هذه المعلومات المضللة تعرقل قدرة المجتمعات على الاستجابة بشكل فعال للكوارث الطبيعية وتضعف من جهود التوعية بأهمية التكيف مع التغيرات المناخية.
قمة "كوب29" وأمل في تعزيز الالتزامات المناخية
تنتظر المجتمعات البيئية ما ستحمله قمة "كوب29" من نتائج، في ظل تصاعد التوترات بشأن الالتزامات الدولية المتعلقة بالمناخ. من المتوقع أن تركز القمة على تعزيز المساعدات المالية لدعم الدول النامية، والتي تعاني من تأثيرات الاحترار العالمي بشكل أكبر. تأتي هذه الجهود في وقت يعاني فيه العالم من تحديات بيئية ضخمة، مما يزيد من أهمية اتخاذ خطوات حاسمة لمكافحة المعلومات المضللة التي قد تؤدي إلى تقويض الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي.
رد فعل شركة غوغل والجدل المستمر
لم تصدر شركة غوغل حتى الآن أي تعليق رسمي على الرسالة الموجهة إليها، مما يترك المجال مفتوحاً للتكهنات حول مدى التزامها بتطبيق سياساتها بشكل صارم وشامل. يأتي هذا الصمت في وقت يواجه فيه عمالقة التكنولوجيا ضغوطاً متزايدة من المجتمع المدني والبيئي لتحمل مسؤولياتهم في مواجهة المعلومات المضللة، خاصة تلك المتعلقة بالقضايا الحساسة مثل المناخ.
تكشف المناشدات الموجهة إلى غوغل عن الحاجة الملحة لمواجهة المعلومات المضللة المتعلقة بالتغير المناخي. ومع اقتراب قمة "كوب29"، تزداد التوقعات بضرورة التوصل إلى حلول فعالة لمكافحة هذه الظاهرة، التي تعتبر تهديداً جاداً للجهود العالمية في مواجهة التحديات البيئية. وتبقى مسألة التزام غوغل بتنفيذ سياساتها وتوسيع نطاقها لتشمل جميع المنصات المرتبطة بها أحد المحاور الرئيسية للنقاش في الفترة المقبلة.
0 تعليقات