I
في ضوءِ النَّهار خريفاً
ونحن نغذُّ الخطواتِ إلى منعطفٍ ما
شعرُكِ يُمْعِنُ في نَشْرِ ليلةٍ فادحةِ العتمةِ على كتفيك...
II
في نَداوةِ هذا الخريف
حيث ألتقي بكِ في انغمار الأشجار بماءِ الذهب
في خديعةِ الكلام إذ تتورّدُ رغبةٌ هوجاء في نظراتنا
تومضُ على شفتيكِ آثارُ قبلتي الجائرة...
III
في هذا الخريف الذَّهبي
ينسكبُ من حديثكِ صباحٌ غضٌّ، أخّاذٌ
الرّيحُ تحتفي بدوائر تنقشُهَا الأوراق المتساقطة
عيناكِ نَبعان يَنْحَدرانِ إلى قلبي بهدوءٍ
الابتسامة التي ترتسمُ على شفتيكِ تلوحُ مثل جَنَاحَي فراشةٍ طارئة.
IV
في الخريف
يلتهمُ الأَسَى كلَّ شيء
مثل فسحةِ بنفسجٍ تكتنفُ الرّقةُ روحَكِ في هذا المساء العميق!
كغيمةٍ يَصْعَدُ الحنينُ من نظراتِك...!
V
في أصائل هذا الخريف الذهبي
وأنا أشتاقُكِ بهذه الكثافة المريعة؛
يشدُّني قلبي إلى تلك الأمكنة حيث تزدهرُ العزلةُ في وردة صمتٍ هائلة، يشدُّني إلى روائح شجيرات الحرمل التي تلوذُ بها أحلامُ الليل، أَعْشَابِ آخر الصّيف الهاربة من وصايا الموت، إلى تلك الشمسِ الهشة التي تتزحلقُ برتقالةً إلى كفّيكِ بفرح طفولي.
وأنا أشتاقُكِ بأُنْس هذه الغابة التي تتوسّدُها المدينة؛
يشدُّني قلبي إلى تلك السّماوات المذهلة بلونها الرَّمادي... تلك الدُّروب التي تصعدُ عاليةً، عاليةً بأغبرتها، إلى ما تبقّى من آثار المواسم، إلى تلك البيوت الطّينية التي تغازلُها النجوم.
في أصائل هذا الخريف الذهبي
في هذا الغسقِ الغريقِ حبراً؛
وأنا أشتاقُكِ على وقعِ معزوفةٍ "نينوى" حيث تستيقظُ أزمنةٌ غابرة؛
أتذكّر تلكَ الأصباح المتخمة حزناً مركونةً إلى جانب الجدران المتهدّمة...
***
0 تعليقات