روجين حاج حسين

I

 

أيتها الغزالة

سبيُّ ظلالِكِ، أسيرُ أحاديثِكِ المتألقةِ بماءِ الأحلام   

فخذي القلبَ بقوةٍ ...! 

 

II

 

يحدثُ أَنْ يحظى المرءُ بغنج نداءٍ يُمَسّدُ جسدَ الليل! 

في صَباح حديثك تخترقُ الشجرَ شمسٌ فتيةٌ   

عيناكِ غزلُ الضّوء وحقولُ الزيتون  

عيناكِ حيثُ تؤنسُ طيورُ الأملِ السَّماواتِ في وطأة شساعتها ...!

 

III

 

العتمةُ تتفاقمُ في أوانها 

الشجرةُ القريبةُ من نوافذ البيت تستأنسُ بعزلتها  

يحدثُ أن تُشَاطِىءَ ضحكةٌ بحريرها جسدين في قلب الليل!

الضحكةُ الممزوجة بعطر اللاڤندر، ضحكتُكِ فحسبُ تروّض الأحصنةَ الشرسةَ لهذه العتمة.

الضحكةُ التي تعبرُ سماءَ الأغنيةِ كطيورٍ عائدة من غربتها، 

الضحكةُ اللازوردُ تقطفُ النُّجومَ من كتف الحكاية. 

أيتها الغزالةُ التي تسكنُ وَارفَ الكلام... 

 

IV

 

ها أنتِ تضيئين "أثراً" من زمن مضى 

حيث تمضي بك خطواتٌ هادئةٌ على الممرّ الترابي

جسدُك يبتكرُ ضفةً للبحيرةِ الصغيرةِ، لأصيلِهَا نكهةُ كلماتك... 

 أتأمّلُكَ منغمرةً بضوء النهار  

أتأمل سِحْرَ عينيكِ في مرايا البحيرة 

أتأمّلُ أصابعَكِ الرشيقةَ وهي تغوصُ في خصلات شعرك 

سماءً إثر سماءٍ؛

أستعيدُ عذوبةَ أحاديثِكِ القليلةْ 

ها هي كلماتُكِ تتفتّحُ أقماراً صغيرة تتنزّه على ضفاف الخريف.  

 

V

 

ما أَخالُنِي أنّه شُبِّهَ لي:

امرأةٌ تنحدرُ من أَسَاطير الميديين 

تنزفها الأَمْداءُ في تلكَ السُّهوب التي تستيقظُ في جسدِها حقولَ حُنْطةٍ وطرقاتٍ بمساءاتٍ غامضة، مزيجٌ من صَفَاءِ النَّدى وعطر الورد ونضارة الأقحوان!  

يا لهول الجمال في رُمُوْشِكِ حيث تشرع المتاهة بكتابة نشيدها، يا لهول الجمال في أَثر ابتسامةٍ طائشةٍ تكادُ تشي بأسرار ما يتألقُ من غَرامٍ على شفتيكِ! 

يخطفُني تناسقُ التكوينِ في قَوَامِكِ حيثُ يحتفلُ الغَمَامُ أسراباً فأسراباً على منحدراتكِ الغرانيتْ. 

وها أنتِ رهينةٌ للحَديقةِ في هذه المدينة الغريبة عن طبائعِكَ، بجعةٌ في أصيلها تضيئين بجناحيكِ البُحيرةَ الصغيرة. 

الشمسُ، الأشجارُ، الأعشابُ المارقةُ، الحديقةُ بممراتها تقعُ فريسةً في تصاريف الليل الذي يتدثّرُ بشعرك ...  

كلُّكِ فتنةٌ؛ 

وفتنةُ الأُنوثة في سطوتها قَبلَكِ شيءٌ نافلُ...! 

 

 

مواضيع أخرى ربما تعجبكم

0 تعليقات

اترك تعليقاً

الحقول المطلوبة محددة (*).

الاشتراك في نشرتنا البريدية