يرتبط اسم كينيا في الأذهان برحلات السفاري، فهي من المناطق القليلة حول العالم التي توفر روح المغامرة مع تنوع مناطق الجذب السياحي التي تبهر كل من يزورها، خاصة مشاهدة الحياة البرية مترامية الأطراف.
وإلى الشرق من هذا الوادي يمكن تسلق قمم جبل كينيا وصيد سمك السلمون المرقط في الجداول الصافية. ويضم متنزه هيلز غيت الوطني كهوفاً من حجر السج، وينابيع مياه حارة طبيعية وينابيع ساخنة. وفي العاصمة نيروبي يجد الزائر نفسه وهو يعيش تجربة واقعية لتاريخ كينيا الذي تم تصويره في فيلم «الخروج من إفريقيا».
محمية أمبوسيلي الوطنية
محمية أمبوسيلي الوطنية، التي يتوجها جبل كليمنجارو أعلى قمة في إفريقيا، تُعد واحدة من أكثر المتنزهات السياحية شعبية في كينيا، وتأتي كلمة «أمبوسيلي» من كلمة ماساي التي تعني «الغبار المالح»، وهو وصف مناسب لظروف الحديقة الجافة.
والمحمية واحدة من أفضل الأماكن في إفريقيا لمشاهدة قطعان كبيرة من الفيلة عن قرب، إضافة إلى كثير من الحيوانات البرية الأخرى، كالأسود والفهود، التي يمكن مشاهدتها بشكل شائع هناك، وتنتشر أيضاً الزرافات والظبي المائي والغزان وأكثر من 600 نوع من الطيور.
ويمكن لعشاق الطبيعة استكشاف خمسة موائل مختلفة هنا، بدءاً من قاع بحيرة أمبوسيلي والأراضي الرطبة ذات الينابيع الكبريتية والسافانا والغابات.
كما أن هناك فرصة التعرف إلى ثقافة غريبة، وهي ثقافة السكان المحليين الذين يعيشون في المنطقة المحيطة بالمتنزه المعروفين بقبائل الماساي.
محمية ماساي مارا الوطنية
واحدة من أروع محميات الصيد في إفريقيا، وتقع منطقة «مارا» على الحدود مع تنزانيا، وهي الامتداد الشمالي لسيرينغيتي، وتشكل مساراً للحيوانات البرية بين البلدين.
وتمت تسمية المحمية على اسم تماثيل شعب الماساي ذوي العباءات الحمراء الذين يعيشون في المنطقة ويرعون حيواناتهم فيها، كما يفعلون على مدى قرون عدة.
وكلمة مارا في لغتهم تعني «مرقش»؛ ربما في إشارة إلى تلألؤ الضوء وظلال أشجار السنط والسماء المرصعة بالغيوم في الأراضي العشبية الشاسعة.
وتشتهر المحمية بظاهرة «الهجرة الكبرى»، عندما تسافر الآلاف من الحيوانات البرية والحمار الوحشي وغزال طومسون من وإلى سيرينجيتي، في الفترة من يوليو إلى أكتوبر.
وتكمن في نهر مارا حشود من أفراس النهر والتماسيح، وتشتهر المحمية أيضاً بمنح فرصة مشاهدة ممتازة للحيوانات المفترسة، وذلك بفضل أعدادها الكبيرة نسبياً من الأسود والفهد، خاصة في الأشهر الجافة من ديسمبر حتى فبراير.
ونسبة لارتفاع المنتزه عن سطح الأرض، فإن الطقس فيه معتدل ولطيف طوال العام.
جزيرة لامو
تتميز جزيرة لامو الصغيرة الواقعة شمال شرق مومباسا بسحر العالم القديم، وتعد مدينة لامو القديمة أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، وهي أقدم مستوطنة مأهولة بالسكان في كينيا، حيث يعود تاريخها إلى القرن الثاني عشر.
ومن أجمل ما يمكن القيام به هناك التجول في الشوارع الملتوية كالمتاهة، ومشاهدة التاريخ التجاري الغني للجزيرة، والذي ينعكس في المباني.
فالسمات المعمارية من العالم العربي وأوروبا والهند واضحة، ولكن بتقنية سواحيلية مميزة، ومن السمات الشائعة فيها الأبواب الخشبية المنحوتة بشكل معقد والمباني الحجرية المرجانية والشرفات الأرضية والباحات على السطح.
ومشاهدة المعالم السياحية هنا تشبه العودة بالزمن إلى الوراء. تبحر المراكب الشراعية في الميناء، ولا يوجد هنا سوى عدد قليل من المركبات الآلية، ولا تزال الحمير تهيمن على الحركة في الشوارع كما هو الحال منذ قرون، ويرتدي الرجال والنساء الملابس التقليدية.
تشمل أهم مناطق الجذب في الجزيرة متحف لامو الذي يعرض الثقافة السواحيلية والتاريخ البحري للمنطقة، إضافة إلى حصن لامو و«محمية الحمير».
والجزيرة موطن أيضاً لشاطئ شيلا، أحد أفضل الشواطئ في إفريقيا حيث يمكن الاستلقاء تحت أشعة الشمس أو القيام ببعض الأنشطة، وعلى مدى السنوات الماضية أصبحت الجزيرة نقطة ساخنة لممارسة رياضة ركوب الأمواج شراعياً.
وتساعد المساحات المفتوحة الواسعة والمياه الدافئة الضحلة وقلة ازدحام راكبي الأمواج، على إمكانية التعلم بالقرب من قرية شيلا.
بحيرة نيفاشا
تعد بحيرة نيفاشا المكان المناسب لمحبي مراقبة الطيور، وتقع في أعلى نقطة في الوادي المتصدع العظيم.
وتم رصد أكثر من 400 نوع من الطيور هنا، بما في ذلك نسور الأسماك الإفريقية، وآكلات النحل ذات الواجهة البيضاء، والعديد من أنواع الطيور الأخرى.
وواحدة من أفضل الطرق لمشاهدة الحياة البرية تكون عن طريق القوارب لرؤية أفراس النهر وهي تطفو على الماء، والزرافات والحمر الوحشية والجاموس والإيلاند وهي ترعى وتحوم حول حواف البحيرة مع وجود كبير للقرود.
وبالقرب من البحيرة توجد محمية تتميز بوجود مسار طبيعي غني بالحيوانات البرية.
مناطق الماساي
تعد قبيلة الماساي واحدة من أكثر القبائل المميزة ثقافياً في إفريقيا، ويمكن التعرف إليها بسهولة بسبب ملابسهم الحمراء الرائعة والإكسسوار المصنوع من الخرز الملون.
وأفراد القبيلة هم أشخاص شبه رحّل رعاة محاربون، ويشتهرون برعي الماشية وبمهاراتهم القتالية.
وما يتميزون به من عادات هو تدريب الفتيان على المحاربة منذ عمر مبكر، وهذه البداية غير العادية للعمر تنطوي على الاضطرار إلى قتل الأسود والفهود.
يعد لقاء شعب الماساي، حراس المناظر الطبيعية البرية والجميلة في كينيا، من المعالم البارزة التي لا ينبغي تفويتها عند زيارة كينيا.
المصدر: صحيفة الخليج
0 تعليقات